البابا يدعو إلى السلام أمام حشود غفيرة خلال قداس عيد الفصح

البابا يدعو إلى السلام أمام حشود غفيرة خلال قداس عيد الفصح

دعا البابا فرانسيس، الأحد، إلى "عدم الرضوخ لمنطق السلاح" بعد جولة في "باباموبيل" لتحية الحشود بمناسبة الاحتفال بعيد الفصح في الفاتيكان، مما هدأ المخاوف التي سادت في الساعات الأخيرة بشأن تدهور حالته الصحية.

وقال البابا البالغ 87 عاما خلال كلمته "دعونا لا نسمح للأعمال العدائية الجارية بأن تلحق ضرراً بالغاً في السكان المدنيين المنهكين الآن، وخاصة الأطفال".

واستعرض البابا أكثر من 12 دولة تشهد نزاعات، من الشرق الأوسط إلى إفريقيا مروراً بهايتي وبورما و"الحوار" بين أرمينيا وأذربيجان بحسب وكالة فرانس برس.

وجدد دعوته لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ووقف فوري لإطلاق النار في غزة وحث على "تبادل شامل لجميع الأسرى بين روسيا وأوكرانيا".

وأضاف البابا الأرجنتيني من شرفة كاتدرائية القديس بطرس أن "الحرب هي دائما سخافة وهزيمة! دعونا لا نسمح لرياح الحرب أن تهب بشدة متزايدة على أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. دعونا لا نرضخ لمنطق السلاح وإعادة التسلح".

وقبل ذلك بدقائق، حيا فرانسيس الذي بدا مبتسماً وبصحة جيدة، خلال جولة في "باباموبيل"، حوالي 60 ألف مؤمن، وسط هتافات حشود تجمعت خلف الحواجز في ساحة القديس بطرس.

وهتف الجمهور "يحيا البابا" ملوحين بالأعلام، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وصل رئيس الكنيسة الكاثوليكية على كرسي متحرك تحت سماء ملبدة بالغيوم وترأس قداس عيد الفصح الذي استمر قرابة ساعة ونصف من المنصة المزينة، على غرار كل عام.

 نمط عمل مكثّف 

وأثار البابا الأرجنتيني الجمعة التكهنات بشأن حالته الصحية بعد أن ألغى في اللحظة الأخيرة مشاركته في مراسم درب الصليب التي تقام في مسرح الكولوسيوم في روما.

وأوضح الفاتيكان أن هذا الإجراء اتخذ "بهدف الحفاظ على صحته تمهيدا للأمسية الفصحية" السبت و"قداس الفصح الأحد".

في الواقع، ترأس البابا فرانسيس مساء السبت قداسا احتفالياً بمناسبة العشيّة الفصحية استمر ساعتين ونصف الساعة، وألقى عظة بالإيطالية استمرت نحو 10 دقائق.

وجاء إعلان عدم المشاركة قبل لحظات فقط من بدء المراسم، وعمد المنظمون إلى سحب كرسي البابا الذي كان قد وضع على هضبة قبالة الكولوسيوم.

أثار توقيت الإعلان الذي صدر في اللحظة الأخيرة والبيان الموجز الصادر عن الفاتيكان تساؤلات مجددا حول الوضع الصحي الضعيف للبابا.

قد يمثّل أسبوع الآلام الذي يشكّل ركيزة أساسية في الطقوس الكاثوليكية وتتخلله مراسم كثيرة وصولا إلى عيد الفصح تحدّيا جّما بالنسبة إلى رجل ثمانيني يتنقّل منذ سنتين بواسطة كرسي متحرّك.

وقد وفى الحبر الأعظم بكلّ التزاماته في الأيّام الأخيرة وأحيا كما كان مقرّرا خدمة صلاة جنّاز المسيح بعد ظهر الجمعة.

لكن التعب بدا عليه واضحا وقد اضطر إلى أن يعهد إلى مقرّبين منه لتلاوة خطاباته بسبب التهاب رئوي اضطره إلى إجراء فحوص في المستشفى في روما في أواخر فبراير.

ورغم جراحة كبيرة في البطن سنة 2023، ما زال البابا الذي يرفض أخذ عطلة يتّبع نمط عمل مكثّفا في الفاتيكان ويمكن أن يستقبل نحو 10 شخصيات في صباح واحد.

لكن يبدو أن سنّه وصحّته بدأتا تلقيان بثقلهما على جدول أعماله، فهو لم يسافر منذ زيارته مرسيليا (جنوب فرنسا) في سبتمبر واضطر إلى إلغاء مشاركته في مؤتمر كوب 28 في دبي في ديسمبر بسبب التهاب رئوي.

أعلنت وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية الأحد أنه سيزور أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في 3 سبتمبر 2024، وهي رحلة سترتبط ببابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية، لكن الفاتيكان لم يعلنها رسميًا حتى الآن.

ولطالما ترك الحبر الأعظم احتمال تنحّيه واردا، على خُطا سلفه بنديكتوس السادس عشر. لكن في سيرته الذاتية التي نشرت في منتصف مارس، أعاد التأكيد أن ما من "سبب وجيه" للتنحّي، وهي "فرضية مستبعدة" إلا في حال "اعتلال جسدي خطير".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية